تجارب مهنية

نهتم بمواضيع متعددة كالهندسة و العقارات و البيئة و مواضيع أخرى عامة , نأمل متابعتكم و مقترحاتكم لكي نستمر في التطور و التحسين على الدوام.

recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أترك تعليقك و رأيك الذي يضيف إلينا و نتعلم منه و نتطور

الأطعمة التقليدية في السودان

 

الأطعمة التقليدية

الأطعمة التقليدية في السودان

إشتهر أهل السودان بخبراتهم المميزة في صناعة الأغذية التقليدية والتي تحظى بشعبية عالية. وهناك عدة عوامل ساهمت مجتمعة في إكتسابهم لهذه الخبرة المتميزة في مجال التفنن في تكنولوجيا الأغذية الشعبية في السودان. منها أن دارفور تتمتع ببيئة غنية تزخر بمصادر وموارد غذائية ثرة ومتنوعة. ومنا كثافة المنتجات الزراعية ووفرة اللحوم ومستخلصات الألبان . كما أن نساء دار فور يدخرن خبرة تاريخية متراكمة في صنع الطعام منذ العصور القديمة مرورا بالممالك والسلطنات وحتى اليوم . وقد إزدهرت هذه الخبرة في فترة السلطنات بصفة خاصة حيث كانت تقام المناسبات الرسمية التي تقدم فيها الأطعمة التي تشمل كل ما لذَ وطاب تحت إشراف الميارم والشيخات . هذا بالإضافة إلى أن حسن تدبير المنزل وإجادة صنع الطعام تعتبران من أهم القدرات التقليدية التي تتم تنشئة البنت وتدريبها على إكتسابها لتكون زوجة مثالية في المستقبل. بالتالي فإن خبرة البنت في صناعة الطعام تعتبر من أهم أسس إختيارها لتكون زوجة مرغوبة. فمن تقاليد أهل دار فور أنه إذا رغب بعضهم في طلب زواج إحدى البنات لابنهم تقوم جماعة منهم بزيارة أسرتها. وعندها تقوم البنت بصنع الطعام لتؤكد لهم خبرتها فيه. الأمر الذي يلزم أي أم أن تحسن تربية إبنتها في ذلك. هذا بالإضافة إلى تأقلم واستعداد المرأة في دار فور على مواجهة الظروف غير الطبيعية الناجمة عن المجاعات وضعف الإنتاج وفشل الحصاد. مما يدفعها دوما للبحث عن بدائل لحل مشكلة الغذاء بالنسبة لأسرتها وذويها. يضاف إلى ذلك كله أن المرأة الدارفورية مشهود لها بجهدها المبتكر في تجفيف اللحوم وبعض أنواع الأغذية وتخزينها لفترات طويلة دون أن يصيبها التلف . كما أنها تهتم كثيرا بحفظ التقاوي الجيدة للاستفادة منها في المواسم الجديدة.
وفي سبيل الحفاظ على حياة أسرتها وأمنها الغذائي فإنها تبذل تضحيات جسيمة لتحسين وضعها المعيشي بما لديها من إمكانات خلاقة وما تجلبه من مواد غذائية . وتتبع في ذلك الحيل والتدابير الممكنة بما فيها اللجوء إلى الاستفادة من ما تجود به الطبيعة من موارد غذائية متنوعة. ويمكن التعرف على أبعاد هذه الخبرة المتميزة من خلال عرض أنواع عدة من الأطعمة التقليدية الشائعة في دار فور. التي يمكن تقسيمها حسب المواد التي تصنع منها إلى أطعمة البذور والجذور وأوراق النباتات والثمار واللحوم والحشرات . وفي كثير من الأحيان تشكل بعض منها مكونات رئيسة لبعض أنواع الأطعمة. مع ملاحظة أن هذه الأطعمة شائعة في السودان مع وجود بعض الاختلافات في مستوى الصنعة.

العيش:

وهو العصيدة بأنواعها المختلفة التي تميل إلى الصلابة حتى يشعر الإنسان بالشبع نظراً لسهولة هضمها وهي وجبتهم الرئيسة. وتنقسم العصيدة إلى :

عصيدة المكنفته: تصنع من الدخن أو الذرة بعد إزالة القشرة عن طريق الشك في الفندق والتجفيف بشرها (نشرها) على البرش أو الطبق.

عصيدة الحمرة: تصنع من الدخن أو الذرة الخالصة غير المكنفته أو المدمرقة.

عصيدة الجير: وهي تصنع من دقيق الدخن المدمرقة بعد معالجتها بدقة وعناية فائقة. ويضاف إليها دقيق الفينا الناصع البياض.

الكسرة:

وهي من أنواع الأطعمة الشائعة والمحببة لدى عامة السودانيين وهي أنواع:

الكسرة العسلة: وتصنع من الدخن أو الذرة بعد وضعها في الماء البارد لعدة أيام في إناء مقفول وتركها حتى تخرج جذورها وتنشر وتجفف وتطحن ثم تحول إلى عجينة تخمر. ثم تحويلها بعد ذلك إلى كسرة تسمى الكسرة العسلة. حيث تكون شرائحها سميكة وبها طعم السكر. بالتالي يمكن تجفيفها وبلها بالماء دون إضافة أي شيء وإستخدامها كزاد في السفر.

القرقريبه: وتسمى الكسرة الرهيفة أو الرقاقه. وهى تكون شرائحها غير سميكة وأنسب وجبة لتناولها هي وجبة الغداء.

الآبـرة: وتصنع من الذرة بوساطة الزُرَّاع وتضاف إليها بعض البهارات لتكسبها نكهة ورائحة ومذاقاً طيباً. ويستخلص منها عصير الحلو مر الذي يتم تناوله في إفطار صيام شهر رمضان. وهي نوعان الأحمر ويشرب عصيره والأبيض ويؤكل مخلوطا مع عصيره.

الرقاق: وهو نوع من الكسرة أشبه بالفطيرة يصنع من القمح ويؤكل باللبن ويضاف إليه الزبيب أو البلح. ويحلو تناوله في وجبة السحور في رمضان. وقد قدم أحد المتحدثين المصريين فى المؤتمر الدولي الذى عقد فى القاهرة عام 2001م تحت عنوان: (المأثورات الثقافية فى الوطن العربي فى المائة عام الماضية. وحاول أن يثبت من خلال بحثه أن مثلث حلايب يتبع لمصر. وكان يسعى لتأكيد ذلك الزعم على ضوء ثقافة أهل حلايب الغذائية. مستدلاً بالكسرة كوجبة رئيسه بالنسبة لهم. رغم أنه أخطأ فى نطقها. وقال الكُسْره بضم الكاف. وزعم أنهم يأكلون لحم الغزال نيئاً. وهو يقصد المرَّارة وذكر أن لديهم صحن رئيسي أسمه الدكوة وكان يقصد شطة الدكوة. وهى فقط مشهى وليس صحناً رئيساً. كما قال أن لديهم وجبة رئيسة فى العشاء أسماها الكبسة. وهو يقصد فتة الأرز الشائعة لدى الصوفية. مع ملاحظة أنه لا توجد الكبسة فى السودان وهى أكلة سعودية معروفة.

المـلاح: وهو الإدام. وفيه تتجلى خبرة المرأة عموما والدار فورية خصوصا في تكنولوجيا الأغذية التقليدية. حيث تتسم المرأة الدار فورية بمهارة عالية تتمثل في مقدرتها على خلق البدائل والاستفادة من المعطيات الطبيعية. ومن أشهر الملاحات ذات الطعم المميز:

التقلية الحمره: وتسمى بذلك لإحمرار لونها . ومن أهم مكوناتها اللحم المجفف المعروف بالشرموط وتسمى أحيانا بملاح الشرموط الأحمر.

ملاح الروب: والذي يسمى بأم حامضي لوجود حميض في طعمه. والذي يستخدم فيه عصير الكركدي أو القنقليز ليكسبه الطعم الحامض في حالة عدم توفر الروب أو الزبادي. 

ملاح الويكة: ويصنع من البامية المجففة التي تجلب أحياناً من الغابة. وهي البامية البرية وتضاف إليها كمية بسيطة من الشرموط .وتسمى بأم بلط أو ملاح الغرابة أو أم تكشو       أو الويكاب وهي كلها أسماء للبامية الجافة.

ملاح السمك: ويصنع من شرائح لحوم الأسماك أو كتل المندجى (Mandache) وهو جزء من ملاح الدمعة. أما في حالة استخدام السمك المجفف فيسمى بالكجيك ويؤكل مع العصيدة. هذا بالإضافة الى الفسيخ والذي يندر إستخدامه في دار فور نسبة لأنهم لا يعرفون طريقة صناعته.

ملاح البامية: وهو نوعان: المفروكة والذي يمكن أكله بالكسرة أو العصيدة. وأم بقبق عين الجرادة والذي يؤكل فقط مع العصيدة.

ملاح الخضرة: والذي يسمى ملاح الملوخية لأنة يصنع من نبات الملوخية والتي تزرع بكميات كبيرة في مزارع الخضر. كما أنه ينمو بريا في زمن الخريف. ويمكن أكله بالعصيدة أو الكسرة. أو خلطه بالأرز وأكله بالمعلقة.

ملاح الرجلة: ويستخدم فيه نبات الرجلة الذي يجلب من المزارع أو الخلاء . ويضاف إليه قليل من العدس أو الأرز لتحسين طعمه.

ملاح الكمبو: ويستخلص الكمبو من الماء المقطر بعد بل رماد القصب وتركه ليتبخر. ويسمى أيضاً ملاح الجرورو (Chruru).

ملاح الجربى: ويستخدم فيه لحم الأرنب المجفف.

ملاح الجرورو: ويستخدم فيه الماء المنقع من رماد القصب بعد حرقة (الكمبو).

ملاح التمليقة: يصنع من نبات التمليقه والذى يمكن طبخة وأكله مباشرة.

ملاح أمبيضون: ويصنع من ورق نبات نادر النمو ولا يوجد إلا فى المزَاَرع البور. ويغلى بعد فَرْكِه باللبن.

ملاح اللوبــا: وتستخدم فيه بذور اللوبيا وكذلك أوراقة .

ملاح الكـول: ويصنع الكول عن طريق تخمير أوراق نباته المخضر طول السنة لعدة أيام أو أسابيع حتى تتحول الأوراق المخمرة إلى كتلة أشبه بالطين الأسود . ويتم تقطيعها إلى قطع صغيرة وتترك لتجف. والكول له رائحة قوية ونفاذه يمكن شمُها من مسافات بعيدة ويتم سحنة. فهو إما أن يدخل ضمن مكونات ملاحه أو يذر على الملاح بعد إعداده ويستخدم في هذه الحالة كبهار أو مشهى . وعندما يؤكل باليد مع العصيدة تظل رائحته عالقة باليد لفترة طويلة. ولذلك يقال عنه (ود ميسر تاكله بالزينة (اليد اليمنى) وتشمه بالأيسر(اليد اليسرى). ويعتقد بعض الناس أنه يفسد الحجاب (الرقي). لذلك لا يحبذون تناوله .وجدير بالملاحظة أن نبات الكول لا تأكله جميع الحيوانات العشبية بما في ذلك الأتان. ويرى البعض أن بذوره المنقعة (المقطرة) تعالج بعض الأمراض كالبايل المعروف بالغيرقان أو أبو صفُير لأنه يجعل لون العيون مصفرا وكذلك الأظافر والبول.                                                         

ملاح التبلدي: وتستخدم فيه أوراق شجرة التبلدي الحديثة النمو والتي تكون في نهاية الفروع. لذلك يسمى أحياناً ملاح الورق.

ملاح الكمونية: ويتكون بصورة أساسية من أجزاء معدة الذبائح والتي تعرف بالبطون. أو الكرشة والتى تضاف بعد أن تنظف وتحول إلى قطع صغيرة إلى المرارة النيئة. كما تضاف إلى ملاح الكمونية قطع المصران بعد نظافته.

ملاح الإبيبر: ويصنع من أوراق نبات الإبيبر بعد تجفيفها وسحنها وهو مر المذاق. ولا يحتمل خلطه بأى ملاح آخر. أو مصر الليمون عليه. إذ يزداد مرارة لا تطاق.

ملاح المصران: ويستخدم فيه مصران الضأن المجفف بدلا عن الشرموط وله رائحة نفاذة ومرار في طعمه. ولذلك يستلذ الإنسان بأكله مع العصيدة.

ملاح المرجغيس: وهو عبارة عن طهي اللحمة والكمونية بإضافة الفول السوداني المعروف بالدكوة وبعض البهارات ذات الطعم الحادق. ولها حرارة الشطة. ويعمل في المناسبات والرحلات الترفيهية الجماعية.

ملاح الدمعة: والذي تستخدم فيه اللحوم المأخوذة من الضأن أو البقر أو الماعز أو الإبل أو الأسماك أو الطيور خاصة الدجاج.

ملاح الدودري: وهو يصنع من بذور الويكة والكركدي المخمرة والمصران وبقايا اللحوم. وبالرغم من أن رائحته كريهة إلا أن مذاقه شهي لدى من يحبون أكله.

ملاح الفرندو: ويصنع من العظام المسحونة وتضاف إليه العديد من البهارات.

ملاح أم تكشو: وهو مصنوع من الملوخية المجففة وهو شائع في السودان.

المرقــة: وهي الشوربة. والتي يقال أنه قد عجنت بها المونة التي بني منها قصر السلطان على دينار. لكن الأرجح أنها مرقة الكوارع. ذلك نظراً للزوجتها وإحتوائها على مادة الغراء التي تضاف لمواد البناء لتقويتها وتزيد من تماسكها خاصة الرمل. وهى تنم عن تكنولوجيا عاليه فى البناء. وهناك مثل شعبي ترد فيه المرقة كما في قولهم (أهل العرس مشتاقين للمرقة). وهو دلالة على الكرم الفياض مما يجعل أهل المناسبة يؤسرون على أنفسهم فى سبيل حسن إستضافة الآخرين وإشباعهم أولاً.

المنصاص: وهو اللحمة المشوية بالنار. وذلك بإدخال عود فى قطعة من اللحم كالفخدة      أو الزراع أو الضلوع وغيرها مثلاً وتثبيتها بإحدى أطرافه الحادة في الأرض بجوار نار ملتهبة وتركها حتى تنضج. أو عن طريق إيقاد النار تحت راكوبة قصيرة تشتعل النار من تحتها وتوضع قطع اللحم عليها وتركها حتى تنضج. وهي أشبه بالشية السلات المشهورة في شرق السودان والتي يتم نضجها عن طريق وضعها فوق الحجارة الساخنة بنار الفحم. وهناك محلات مشهورة بهذا النوع من الشواءات تعرف بأسواق الناقة.

النيفـة: وهي عبارة عن دفن رأس الخروف أو الثور داخل حفرة وقفلها وإشعال النار فوقها حتى ينضج الرأس.

الأقاشي: وهو يصنع بعد دق اللحمة لتكون هشة ثم مسحها بالبهارات والشطة والفول السوداني المسحون وغرزها في عود أو سلك ووضعها فوق شواية من الحديد وتقليبها حتى تنضج وأكلها بالسلطة والبصل والثوم والليمون.

القدوقدو: وهو عبارة عن كرات من العصيدة الممسوحة بالدقيق وتؤكل عن طريق عجنها بالروب المُسكَّر.

الكلوكلو: ويصنع من دقيق جذور البفرة المخلوط بدقيق الفول المدمس ويحمس في النار بالزيت وقليل من الصلصة ويباع في شكل لفافات أشبه بالسوجوك المحمر.

الكنافة: وهي تصنع من دقيق القمح (الفينا) وحشوها بالفول والبلح والسمسم وتؤكل كتحلية. وهي نوعان الأول أن تكون قطعة مستديرة الشكل والثاني أن تكون في شكل لفافات وهي معروفة لدى غالبية اهل السودان غير أن أهل دار فور يتميزون في صناعتها حيث أنها يمكن أن تحفظ لفترة طويلة دون أن يتغير طعمها. ويمكن إرسالها إلى الأماكن بعيدة.

السلطات:

هناك أنواع متعددة من من السلطات منها:

سلطة الخضار: تسمى أحياناً سلطة الطماطم. وتتكون من الطماطم الذى يسمى البنضورة والعجور والبصل والجذر والبنجر والجرجير ويضاف بجانب ذلك الملح والليمون والشطة الخضراء والحمراء المسحونة والفلفل الأخضر.

سلطة الطماطم بالجبنة أو الزبادي أو المش: وتؤكل بالرغيف أو الكسرة.

السلطة البيضاء: وتتكون من العجور والبصل والكمون والكثبرة والثوم والجزر والشطة الخضراء والفلفل الأخضر وتخلط بالخلاطة ويضاف إليها الليمون والخل والطحينة.

سلطة الروب: وتتكون من العجور والبصل والفلفل الأخضر والشطة الخضراء. وتقطع كل هذه الخضارات إلى قطع صغيرة خاصة الجزر والثوم. ويضاف إليها الروب بكمية كبيرة مع كمية قليلة من الكمون والفلفل الأسود والملح.

سلطة الدكوة: تعرف أحيانا بالدفلي وتصنع من الطماطم والعجور والبصل والجرجير والفجل والجذر والفلفل الأخضر والشطة الخضراء وتعجن بالفول المدمس المسحون المعروف بالعفوص. هذا بالإضافة إلى الليمون والملح.

سلطة الفواكه: ويتم صنعها من الفواكه المختلفة كالمنقة والبرتقال والقريب فروت والجوافة والتفاح واللارمجة والبطيخ والموز وتضاف إليها كمية من السكر.

سلطة المايونيز: وهى سلطة بسيطة المكونات مثل البطاطس والجزر والبسلة والذبادي ويضاف لها المايونيز.   

أطعمة تقليدية من الدخن:

هناك بعض الأطعمة التقليدية الشعبية التي تصنع غالبيتها من الدخن وقليل منها يمكن صنعه من الدخن والذرة. وهذه الأطعمة معروفة لمواطني غرب السودان. فقط أشهرها:

العبُود: ويصنع من الدخن المملوح الذي تضاف إليه بعض البهارات ويوضع على أعواد صغيرة تثبت أطرافها على الجدار الداخلي لأواني الطبخ كالحلل (جمع حلة) والبرام (جمع برمة وهو نوع من الجرار التي تستخدم في الطهي) ويصب ماء قليلا فيها وتغلق جيدا وتوضع على النار وتترك لفترة حتى يستوي العبُود ببخار الماء المنبعث من داخل الإناء. ويقدم كوجبة للأطفال مع شاي الصباح وتسمى الوجبة (فكة الريق) كما يضاف أيضا إلى زاد المسافر والذي يمكن حفظه لأكثر من أسبوع.

أم دفافة: وهي عبارة عن عبُّود يتم إعداده عن طريق دفنه في الرماد الساخن وتركه حتى ينضج.

الثمري )Nyimiri(: ويتم إعداده عن طريق وضع كمية من الدقيق بعد خلطه بكمية بسيطة من السمن ووضعه على النار وتحريكه حتى ينضج. ويمكن أكله مباشرة دون إضافة أي شيء آخر.

القوقـر: وهو شبيه بالثمري سوى أنه يخلط بالروب بدلا من السمن. ولا يؤكل إلا بعد دلق كمية من الروب أو اللبن فيه. ويعجن به أثناء تناوله. ويقال له عادة " القوقر بالروابه (اللبن المخثر بعد استخلاص الزبده منه) حلاته كي ما حلاه ".

الدشيشة: يتم صنعها عن طريق طحن الدخن الصفراء في المرحاكة طحنا خشنا وتضاف إليها الشطة والملح وتؤكل بالروابة ويقال لها دشيشة بروابه.

الدمسورو: ويعرف بالخميس تويره. ويصنع من شيط البرمة (القنقوا) والكسرة العسله       أو قطع العصيدة المجففة. إضافة إلى الفول المدمس والشطة والملح وبعض البهارات الأخرى. ويستخدم كزاد للمسافر ويؤكل عن طريق وضع كمية قليلة منه في ماء كثير وتركه حتى يبتل. مع ملاحظة أنه كلما زيد الماء ينتفخ ويزداد حجمه كما يمكن إضافة كمية قليلة من السكر أو العسل. وهو معروف لدى طلاب المدارس الذين سكنوا فى الداخليات قبل تصفيتها لاحقاً.

السمسم المردود: ويتم إعداده عن طريق سحن كمية من السمسم مع إضافة كمية قليلة من عسل النحل وخلطه معها. ويتم تناول كمية منه بمعدل ملعقتين أو ثلاث صباح كل يوم قبل شرب الشاي أو القهوة. وهو غنى بالعناصر الغذائية. لذلك يتغذى به صيادو الفيل.

الأرز المفلفل: وهو عبارة عن طهي اللحمة مع كية من الأرز . وأحيانا يستعاض عن الأرز بالكريب. وهي بذور نبات بري يتم حصده بكميات كبيرة بعد أن تنزع عنه قشرته الخارجية وتصنع منه أطعمة عديدة.

المليـل: ويسمى أيضا بالفريك. وهو عبارة عن مَلْ (شواء) قناديل الدخن أو الذرة وهي مخضرة بتعريضها للنار حتى تحترق قليلاً. ثم يتم فركها بالأيدي لعزل الحبوب عنها. وهي شبه مشوية. ومن ثم أكلها قبل أن تجف . كما يمكن تجفيفها وطحنها ويضاف إلى دقيقها القليل من الملح والشطة. ويمكن أكله باللبن أو الروب.

المديـده: وهي عبارة عن عجينة ساخنة تصنع من الدقيق وعصير بعض المواد والثمار الحلوة. وتسمى باسم المادة المضافة للدقيق. فهناك أنواع متعددة من المديدة منها مثلاً: (مديدة الدخن و مديدة العطرون و مديدة العرديب- مديدة القضيم و مديدة اللالوب  مديدة أم جنقر و مديدة الحلبة و مديدة الأرز و مديدة الكريب و مديدة البلح و مديدة التمر هندي ومديدة الجير وغيرها).

البليـلة: تصنع بوضع الغلة في الماء أو اللبن وغليها في النار أو تركها لمدة من الزمن حتى تبتل. وتكون هشة وقابلة للأكل. ونجد الرعاة والمزارعين يضعون كميات من الغلال في سعن  يعرف بالقِرْبة أو يقطين ملئ بالماء ويتركونها حتى تبتل وتصير بليلة. وتسمى البليلة بالغلة التي تصنع منها. حيث نجد ( بليلة الدخن – بليلة الكبكبي – بليلة البربري – بليلة أم برطم وهي عبارة عن بل الدخن المكنفته بعصير العرديب – بليلة اللوبيا).

الثمار البرية:

هناك بعض النباتات والأشجار البرية التي تؤكل ثمارها. وبعضها تؤكل جذورها وبعضها تعد منقذة للناس في زمن المجاعات والظروف المعيشية الصعبة التي تواجههم من وقت لآخر سيما. أن بيئة دار فور غنية بأشجارها المثمرة. وأكثرها إنتشاراً وهي:

شجرة النبق: وهي السدر. وتجمع ثمارها وتؤكل. وتوجد منها أنواع ثلاثة. هى النبق العسل ذو الثمار الصغيرة. والنبق الكرنو المر ذو الثمار الكبيرة التى لا تؤكل.

ثمار شجر الجبؤلى Chipoole: وهى حمراء اللون. وتؤكل عن طريق المص. كما إن أشجارها متسلقة وتنمو فى أطراف الوديان حيث الأشجار المتشابكة.

ثمار شجر اللالوب: وهو نوعان. إذ أن بعضها تؤكل والأخرى التى تسمى أم بُقْ بُقْ لا تؤكل. ويستفاد من سيقان الأندراب فى صنع أعواد الجرارى والفؤوس والحراب. كما يصنع من العسل عن طريق تقطير الثمار الحلوة.

شجرة الهجليج: وتسمى ثماره اللالوب. ويستفاد من أخشابه في صناعة الكراسي وأرجل العناقريب والبنابر والسروج والفنادق والسفاريق وأعواد الفؤوس والسكاكين والليحان (ألواح يكتب عليها القرآن بغرض القراءة والكتابة والإظهار). ويصنع منه العسل وزيت الكرناكة ومديدة اللالوب. ويستخدم لحاؤه في تخدير الأسماك الكبيرة حتى يسهل صيدها في بحر العرب عندما يتحول إلى برك كبيرة. ويصنع من ثماره الصابون البلدي.

شجر القضيم: والذي تؤكل ثماره وتباع وتشترى في الأسواق بما فيها أم درمان حيث يعتقد أنه يضاعف من زيادة الدم للأشخاص الذين يعانون فقر الدم. ويوصي به الأطباء النساء الحوامل. كما يصنع من ثماره عسل القضيم وتستخدم فروعه كأعواد للجراري.

شجر الجقجق: ثمارها ذات طعم حلو ويصفى منها عسل الجقجق.

شجر المخيط: ويستنجد الناس بثمارها في زمن المجاعة. وهى مرة المذاق. لذا تغلى فى الماء الذى يصب عليها عدة مرات لإزالة المرارة.       

شجر الكردالي: ثمارها مرة الطعم كالحنظل لذا فإنها تغلى بالماء حتى تفقد مرارتها ثم يتم طبخها بالسمن وتطعم بالملح ويمكن أكلها باللبن.

جذور نبات أم بيجي:(Um Beche) وهي أشبه بالبطاطس. وتجفف فى شكل شرائح صغيرة وتؤكل بعد طبخها باللحمة. وتكون أشبه بالمكرونة المحمرة. ويمكن تجفيف شرائحها لحفظها لمدة طويلة.

جذور نبات الفايو: يقوم بجفرها الرعاة ويأكلونها بكميات كبيرة ويجلبون بعضها للمنازل لإخوتهم الصغار. غير أن الكبار يرفضون ذلك لأنها قد تسبب فى ضياع الماشية إذا إنهمك الراعى فى سلَّها (حفرها) الذى يستغرق وقتاً طويلاً.

ثمار شجرة أم بخيسو: يؤكل لبها ذو الطعم اللذيذ. وتوجد أشجارها بكثرة فى القيزان.

ثمار شجرة أم دلولو: وهي حلوة الطعم. ولونها أسود أشبه بالزيتون.

ثمار أبو ليلى: وهي ثمار حلوة الطعم ويستفاد من سيقانها في الحصول على حطب الدخان نظرا لرائحتها العطرة. وتتدخن بها النساء. وكثيراً ما تحدث بعض المشاداة بين الأزواج بسبب جنوح النساء إلى حمل جذور منها على ظهور ثيران الرَحَل (حمل المتاع).

ثمار شجرة الدوم: وهى ذات قشرة حلوة الطعم. ويستفاد من سيقانها في بناء سقوف المنازل وتسمى (المروق) وتصنع من أوراقها العديد من الصناعات اليدوية الهامة والمفيدة كالبروش والطباقة والقفاف والحبال والكثير من الأواني المنزلية وأحذية الرعاة والطواقى الكبيرة.

ثمار شجر التبلدي: وتعرف بالقنقليز وتباع بكميات كبيرة في كل الأسواق المنتشرة في السودان ويصنع من أوراقها الصغيرة ملاح يؤكل مع العصيدة . كما يستفاد من لحائها في صناعة الحبال المتينة بعد شقها إلى شرائح رقيقة وعطنها في الطين المبتل لتكون أكثر مرونة ويسهل جدلها ولكي تزداد متانة وقوة. ويستفاد من شجر التبلدي في تخزين المياه بعد تجويفها في زمن الصيف وتشكل أشجار التبلدي معالم بارزة في رسم الحدود الإدارية واثبات ملكية الأرض. نظراً لكبر حجمها. كما أنها من الأشجار المعمرة. هذا بجانب كثافة ظلها. فكثيراً ما تتخذ مجلساً لأهل القرية. وهناك العديد من القرى تسمى بالتبلدية أو التبيلدية في حالة التصغير . وقد غزا عصير التبلدي محلات صناعة المشروبات في جميع أسواق المدن بما في ذلك العاصمة . كما ينصح بشرب عصير التبلدي في علاج اضطرابات المعدة. كما يكثر شربه في رمضان.

شجرة الدليب: وهى ذات لون أحمر وألياف مغطاه بعصارة لذيذة الطعم ، كما تدفن نواة الثمرة التي تعرف بالكور وتترك لعدة أشهر فتنتج جذراً كبيراً مخروطي الشكل يتم غليه في الماء وتنزع منه القشرة ومن ثم يؤكل ويسمى الهالوك. ويباع بكميات كبيرة في السواق المحلية. كما يستفاد أيضا من سيقانها في بناء المنازل، ويكنى الشخص الكذاب بأبو دليبه حيث يشبه الكذب بالدليبة لكبر حجمها فيقال مثلاً " فلان بدلب جنس دليب" أي يكذب كذبا مبالغاً فيه. كما يشبه أي شيء يتسم بسرعة الزوال بشجر الدليب لصغره وتحركه بسرعة مع حركة الشمس.

ثمار العرديب: مثلها مثل القنقليز. حيث يصنع منها العصير وتباع بكميات ضخمة في الأسواق. وقد استفيد منها في مصنع كريمة في شمال السودان في صناعة مربة كريمة ذات النكهة الطبيعية والمذاق الحلو. وهو من الأشجار الواسعة الانتشار في غابات دارفور. إذ أنها من الأشجار المخضرة الوارفة الظلال . وتمضغ أوراقها الجديدة النمو لنظافة الأسنان وعلاجها من التسوس. وتستخدم كمسكنات لآلام الأضراس. وتتخذ أيضاً كمعلم بارز في وصف النواحي ورسم الحدود. وهي من الأشجار المعمرة ويقال أنها من الأشجار التي يسكنها الجن. لذلك ينصح بعدم النوم تحتها خاصة بالليل. وهناك العديد من المناطق تسمى عرديبة. والعرديب يلين البطن ويعالج الملاريا. وتعجن ثمار العرديب بعد نزع نواتها وجعلها في شكل كتل كبيرة حتى يسهل حفظها وتخزينها وتعرف بالسرني.

ثمار شجر القنبيل: وهو حلو الطعم ويعرف بالكثو  .(Kanyu)وهو أشبه بالزبيب في شكله وطعمه. وهو شجر قليل الانتشار لأن بذوره تأكل وتبتلع مع الثمار وهو من الأشجار الخشبية المفضلة في أعمال النجارة. لذلك لا يسمح بقطعه. ويجد حماية ورقابة مشددة من قبل مصلحة الغابات. ويعتبر قطعه بدون تصريح رسمي جريمة يعاقب عليها القانون قد يصل الحكم حدَّ الإعدام.

جذور نبات العقش : ويعرف أيضاً بأم شيشى (Um Chechi) وهو نبات ينمو بأطراف الرهود شبيه بالبطاطس وتؤكل جذوره المكورة نيئة بعد تقشيرها.

جذور نبات الستيب : وتسمى البشني. وهو نبات مائي وله أوراق عريضة وورده جميل وجذوره بصلية الشكل أشبه بالبنجر. وينمو عادة في الرهود والمستنقعات .وتقوم النساء بحصد جذوره وسلقها بالماء لتباع في الأسواق المحلية.

البطيخ السبلي: ويسمى بالدقدق أي صغير الحجم. وينمو بريا في الأراضي الزراعية البور. ويأكله الرعاة عادة آناء النهار وأحيانا يتم غليه بالماء الساخن مع الدخن الحمراء أى غير المكنفتة ويؤكل في الصباح قبل شرب الشاي ويسمى بالجبين جبين ويحبه الأطفال ويقوى صلاتهم بجداتهم. لأنهم يقدمنها لهم.

ثمار نبات أم بلو: وهو نوع من اليقطين المتسلق وتشبه ثماره فى شكلها ولونها المخضر البخسى ( اليقطين) ويؤكل عن طريق غليه بالماء.

أوراق نبات الأركلة: وهو من النباتات المائية وتطبخ أوراقه وتؤكل مباشرة.

أوراق نبات التمليقة: وهو نبات بري ينمو بكثافة في فترة الخريف. فتحصد أوراقه ويتم طبخها ويضاف إليها الملح والبهارات اللازمة وتأكل مباشرة. ويغني له الأطفال بقولهم       " رتو رتو تمليقة عجوز بقى ماريقه " والماريقة هي الذرة. والمقصود أن المرأة العجوز إستعاضت عن الذرة بالتمليكة عندما لم تجدها. كما أن الذرة الماريقة صلبة لذلك تشبه بها العجوز.

عموما هذه مجرد أمثلة لبعض النباتات والأشجار الغابية الموجودة في دار فور والتي يستفيد منها الناس في أكل ثمارها أو جذورها أو أوراقها وصناعة بعض أنواع الأغذية التقليدية منها. التي تعكس الخبرات الغذائية التي يمتلكها أهل دار فور والتي تتجلى في قدرتهم على خلق بدائل للشاي والبن والسكر عند عدم توفرها. فيستعاض عنها بالبلح وعسل النحل أو عسل أم بسبوس الذي يسمى عسل الغرير. وهى حشرة أصغر من الذباب أشبه بالنمتى وكذلك عسل النحلة أم ديبون وهو نوع من أنواع الزمبور. إضافة للذرة أو الدخن المقلى كالبن.

هذا بالإضافة إلى تسخير أهل درا فور للموارد الغذائية المتاحة بالنسبة لهم. فإنهم  قد إستفادوا أيضاً من أكل الجراد وبعض من أنواع الديدان المعروفة بدود مانا أو الدودة أم جقيو أو أم ريش والتي يغطي جلدها شعرا أشبه بريش الطيور الناعم لذلك سميت به والذي تستخدمه للدفاع عن نفسها حيث أنه يسبب حكة في الجسم ويثير الحساسية.


د. سليمان يحي

 


عن الكاتب

Alghaly Yousif مهندس مدني محترف عمل في مختلف مجالات الهندسة المدنية من بناء مجمعات سكنية وطرق وغيرها إلي تشييد السدود و الخزانات

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

تجارب مهنية