تجارب مهنية

نهتم بمواضيع متعددة كالهندسة و العقارات و البيئة و مواضيع أخرى عامة , نأمل متابعتكم و مقترحاتكم لكي نستمر في التطور و التحسين على الدوام.

recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أترك تعليقك و رأيك الذي يضيف إلينا و نتعلم منه و نتطور

عزة ‏السودان ‏الأولى

عزة_السودان_الاولي:

عزة ‏السودان ‏الأولى



في عام  1997م بعد امتحانات الثانوية أعلنت حكومة #الإنقاذ_الوطني عزة السودان الاولى لمن يريد دخول الجامعة أو إستلام شهادته، حملنا المتاع و حلقنا صلعة و سرنا فرادى و جماعات لميدان المولد في السجانة و لنجد آلاف البشر من جيلنا  و تدافع الجميع للتسجيل و التوزيع بعد معاناة تم شحن الجميع إلى معسكرات التدريب المختلفة و  صلنا المعسكر وتم الكشف الطبي و كان هو عبارة عن أسئلة وأجوبة و تم تصنيف الأغلبية بلائق طبيا كان يوم في غاية المعاناة و الذي يعتبر لا شيء مقابل ما تم لاحقا.

قضينا أيام التدريب القاسية و تعرضنا فيها لاقسي و أشرس أنواع التعذيب البدني و مارسنا كل أنواع التصرف و الزوغان و قضيناها و تدربنا بدنيا و ذهنيا علي كل شيء و بعد ذلك تم شحننا إلى مرحلة جديدة من التدريب في المندرة و هي منطقة خلوية غرب جبل أولياء و شربنا المياه من الحفر و الخيران حتي اصابتنا الدسنتاريا و لدغتنا العقارب و الكربة و عشنا أيام - كقرن الخروب - كما قال أسعد التاي و تدربنا ليلا و نهارا علي جميع انواع الأسلحة الثقيلة و الخفيفة و بعد نهاية فترة طويلة من المعاناة مشينا علي الأقدام من المندرة إلي الخرطوم سيرا علي الأقدام المتهالكة و الجسم النحيل لنتخرج في الساحة الخضراء.

بنهاية يوم التخريج تم شحننا مرة أخري الي المعسكر بغرض تسليم الأسلحة و من المعسكر تم توزيع المجندين إلي وجهات عديدة و وجهتنا نحن الي معسكر في جبل أولياء و منه إلى معسكر في وادي سيدنا يسمى  (قبر الكلب) من ثم إلى الجنوب. في هذه المرحلة كان هناك ضحايا من المجندين لأي شخص حاول الهروب إما بسجنه أو ضربا بالرصاص حتي الموت فكان لا خيار غير الموت و إذا كان لابد منه فالأفضل الموت بشرف و ثبات و من الإيجابيات التي يجب ان تذكر بأن الواحد منا اعتاد علي أصوات البنادق بعدما كان أغلبنا قلبه يدق لسماعها و عاشرنا شباب كانوا قمة في الرجولة و الشجاعة و الكرم و الأصالة و التفاني و صدق النية فمنهم من مات صادقا نسأل الله أن يتقبله و من أصيب و منهم أصابه شبه الجنون من شده هول ما رأي كان الواحد لما يصاب زميله يحمله علي كتفه و ينظفه بيديه و يعمل كل ما يلزم لكي يساعده علي النجاة.

كان يتم إستخدام طلاب عزة السودان في الحرب كادوات لكنس الألغام و أو الرمي بهم في قلب المعركة و لما يصاب العديد منهم يتم حمل الأحياء الذين نسبة نجاتهم كبيرة علي التاتشرات و التي تمتليء بالاجساد و من ثم بالدماء التي تتدفق كلما ميل يمني أو يسري.

و بنهاية عام الخدمة العسكرية و بداية العام الدراسي الجديد عاد من بقي حيا و من به باقي عقل و من تعافي من الجرحى و مات العديد من الطلاب نسأل الله تعالى أن يتقبلهم و تفرقت السبل بين الجميع.

#خلاصة القول:

في هذه التجربة المريرة ضحي الكثير بروحه و كان منهم جميل المعشر و سليم النفس و النية كانت أفعالهم تسبق أقوالهم منهم الإسلاميين و غيرهم و كنت دائما أقول أن طول عمر الإنقاذ الوطني في الحكم سببه صدق من مات و ليس من بقي في الحكم لأن لما كان الطلاب من البسطاء و الصادقين من المجاهدين  يشحنون قسرا او صدقا الكل حسب نيته إلي أدغال الجنوب كان أولاد الوزراء يهربون من المعسكرات إلي خارج السودان. و لو تحدثنا عن الجوانب الإيجابية فمنها كسر حاجز الخوف و تحدي الصعاب بجانب تقوية الجانب البدني و قوة التحمل.
الكلام كثير و طويل و القصص بجانبيها السلبي و الإيجابي لا يمكن اختصارها اذا أردنا نحكيها بالتفاصيل و إنما أردنا أن نوثق لها بإختصار و من يريد ان يضيف فله ذلك.

يوسف الغالي 15 أبريل 2020

#ايام_ما_قبل_الجامعة
#عزة_السودان_الاولي
#ضخايا_الإنقاذ_الوطني


عن الكاتب

Alghaly Yousif مهندس مدني محترف عمل في مختلف مجالات الهندسة المدنية من بناء مجمعات سكنية وطرق وغيرها إلي تشييد السدود و الخزانات

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

تجارب مهنية