حرب النفط
أثر انتشار فيروس كورونا على الطلب على النفط والطاقة في جميع أنحاء العالم ابتداءا من الصين التي تعد المستورد الأكبر للنفط الخام في العالم، حيث تستورد حوالي 10 مليون برميل يوميا وتراجع الطلب سببه تعطل إنتاج المصانع وتوقف الرحلات الجوية حول العالم.
الدول الرئيسية المنتجة للنفط كالسعودية و روسيا ستخسر مبالغ مالية طائلة نتيجة لذلك و دول منتجة أخري ستخسر بغض النظر عن حصتها السوقية، و الدول المستفيدة من هذا الوضع هي الدول المستوردة كالصين و الهند و ألمانيا وكذلك يستفيد المستهلكين من إنخفاض أسعار الغاز.
الصراع السعودي الروسي في إنتاج النفط له تأثير كبير على الطرفين، فالسعودية التي تنتج قرابة 12 مليون برميل يوميا و بتكلفة إنتاج منخفضة تتراوح ما بين 3 الي 6 دولار للبرميل تحتاج لسعر عالي يتراوح ما بين 60 الي 70 دولار للبرميل حتى لا يكون هناك عجز في ميزانيتها بينما روسيا تعتمد علي متوسط سعر يبلغ 40 دولار للبرميل و هي أيضا أصبحت الأكثر كفاءة في عمليات تكلفة إنتاج النفط.
روسيا تصر على عدم خفض إنتاج النفط لصالح منتجي النفط الأمريكيين، و يتوقع زيادة إنتاجها في شهر أبريل/ نيسان و هددت أيضا أنها يمكن أن تتخلى عن تحالف أوبك و يساعد روسيا في قرارها هذا تعدد و تنوع مصادر ميزانيتها وهي أيضا قد كدست الكثير من المال استعدادا لهذه المواجهة لتلحق ضررا إقتصاديا بواشنطن و تغوض قدرتها على إستخدام أداتها المفضلة ألا وهي العقوبات. أيضا روسيا تعتبر في وضع أفضل للتغلب على الصدمة الحالية الناتجة عن إنخفاض أسعار النفط بالتخطيط و التركيز على النمو الاقتصادي في السنوات الأخيرة.
الولايات المتحدة الأمريكية أيضا، بالرغم من طفرة إنتاج النفط الصخري ستتأثر سلبا بالسعر المنخفض مقابل تكلفة الإنتاج العالية للنفط الصخري وتراجع الطلب مما يعرض صغار المنتجين لخسائر فادحة.
السعودية قررت زيادة الإنتاج وخفض أسعار النفط للضغط على روسيا يثبت أنها متصرفة مؤثرة بالإقتصاد العالمي ولكنها قطعا سوف تتأثر سلبا بتأرجح أسواق النفط مما يؤدي إلي إعادة تشكيل المواقف السياسية بالرغم من أن الواقع يقول أن جميع منتجي النفط خسران و المستفيدين هم المستوردين.
أتمنى أن يستفيد السودان من هذا الوضع الاقتصادي في التخطيط و العمل على تعاقد طويل الأجل للاستفادة من التسهيلات و الخدمات التي تقدمها الدول المنتجة في توفير كامل حصته من النفط والغاز و الاستغلال الأمثل لمثل هذه الأوضاع الإقتصادية للخروج بأحسن النتائج.
م. يوسف الغالي
21 مارس 2020
أترك تعليقك و رأيك الذي يضيف إلينا و نتعلم منه و نتطور