تجارب مهنية

نهتم بمواضيع متعددة كالهندسة و العقارات و البيئة و مواضيع أخرى عامة , نأمل متابعتكم و مقترحاتكم لكي نستمر في التطور و التحسين على الدوام.

recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أترك تعليقك و رأيك الذي يضيف إلينا و نتعلم منه و نتطور

حقيقة ‏التسويق ‏الشبكي ‏أو ‏الهرمي ‏

حقيقة التسويق الشبكي (الهرمي):

التسويق الشبكي هو تسويق مبني علي أهمية التواصل الإجتماعي بين الناس ليصبحوا مستهلكين و دعوة معارفهم ليصبحوا عملاء للشركة مقابل عمولات و التي تقسم علي المستهلكين بحيث يكون نصيب من هو أعلي الهرم الأكثر عمولة اذا حقق شرط التوازن الهرمي في شبكته التسويقية.
هذا النوع من التسويق يقوم على فكرة جذب المشتري لآخرين من المعارف و الأصدقاء بالاعتماد على دوائر الثقة عبر الدعاية الشفهية و هي دعاية مجانية و ذات تأثير كبير.
هنا أيضا لابد من أن نعلم أن المستهلك ليس عادي و إنما هو نفسه المسوق و المستهلك و هنا يكمن نجاح هذه الشركات في تسويق منتجات وخدمات ذات تكلفة عالية أو جودة رديئة أو الإثنين معا.

خداع الناس:
تقوم أغلب شركات التسويق الشبكي او الهرمي علي خداع ممثليها و هم بدورهم يكذبون علي أنفسهم بطريقة غير واعية علي أنفسهم و أقاربهم و معارفهم بينما من في القمة يمارسون الخداع بدراية و معرفة علي من هم أسفل منهم و يمكن تلخيص هذه الخداع كالآتي:
1- خداع الناس ببيع الفرصة لتحقيق الأرباح و الإستقرار المادي و بهذا يكون التسويق الهرمي وسيلة لبيع منتجات وخدمات غير ذات جدوي و تحديد قيمة المنتج تدخل فيه قيمة الفرصة وليس العرض والطلب بالإضافة لمحدودية المنتجات نفسها و بهذا يكون الخداع متمثلا في بيع الأمل في النجاح مع إستخدام للعلوم الاجتماعية و الروحية لخدمة التسويق و الضرب على الوتر الإنساني في الأفراد باستخدام كلمات مثل المصلحة المشتركة و روح الفريق team و العمل الأسري التي تثير نشوة النجاح و تزيد التخيل الإبداعي و الأمل و هذه الشركات لها مقدرة في استغلال هذا الجانب و لها أفراد ذوي خبرات عالية و تدريب متقن في هذا المجال مما يساعد علي استغلال هذه المباديء السامية لجذب الناس و تتلاشى هذه المباديء اذا انخفضت المبيعات.
2- التسويق في هذه الشركات هو استغلال للعلاقات العائلية و علاقات الأصدقاء المقربين و استخدامهم كعملاء محتملين prospects و هذا الأسلوب مدمر للروابط العائلية و يفقد الفرد إخلاص الأصدقاء و دعمهم و لا ننسى تأنيب الضمير عندما ينضم أحد أفراد المجتمع بشراء منتج ليس ذو جدوي بكل ما يملك و لم ينجح.
3- التسويق الشبكي أو الهرمي يتطلب إلتزام كبير و جهد جبار و رغبة قوية في الإستمرار و لابد من القدرة العالية على الغش و الخداع. و بالإضافة للالتزام الصارم ببرامج التدريب للشركة و التي لها تكاليف إضافية و قد تصل إلى أن يترك الفرد عمله التقليدي الذي يمكن أن يحقق له الذات و الرضاء الوظيفي و ذلك لأن التسويق الشبكي محتاج أفراد متفرغين له بتصوير الوظيفة علي أنها استعباد و لا تحقق الملاذ الآمن للفرد مما يشجع الناس علي ترك أعمالهم الحالية و كمثال على ذلك هناك مهندسين و صيادلة و  أطباء و فنيين و غيرهم تركوا أعمالهم و إنخرطوا في هذا المجال و الكثير منهم لم ينجح في التسويق الهرمي هذا بعدما فقد وظيفته و هنا نؤكد أن إمتلاك فرد لشبكة تسويقية هو امتلاك الشركة للفرد ليعمل وفق رؤيتها و ليس للفرد حرية العمل وفقا لرؤيته أو مبادئه و إذا لم تنجح فالشركة ليست مسئولة طبقا للشروط التعاقدية معك و المسؤلية و الخطأ هنا يقع علي عاتقك و أنت المخطيء و إذا حاولت أو حاولت أي جهة مقاضاة شركة التسويق الشبكي ففي هذه الحالة الخطأ يقع علي ممثلي الشركة و اتهامهم بانتهاكات لسياسة الشركة و شروطها التعاقدية و يمكن أن تقفل حساب الفرد و تعتبر الممارسات الخاطئة هنا سلوك فردي كما حصل من شركة كويست نت في تركيا. 
حقيقة ‏التسويق ‏الشبكي ‏أو ‏الهرمي ‏



#تجربة_سخصية_مع_التسويق_الشبكي:

خضت تجربة شخصية مع شركة قول كويست عام 2005 و اشتريت عملة معدنية لشراء فرصة النجاح و تحقيق الأهداف و الحرية المالية و صراحة بدينا العمل كفريق و دخلنا دورات تدريبية في هذا المجال و قدرت رجعت رأس المال الذي دفعته مقابل شراء المنتج و إستمريت في العمل و دعوت أصحابي و عرضت عليهم العمل بكل صدق و شفافية بدون خداع و هنا أصبحت الشبكة غير متزنة و هي بها آلاف المشركين و لم استلم أي عمولة مباشرة أو غير مباشرة و هنا تم تشجيعي علي شراء منتجات وخدمات مرة أخري و بهذه الطريقة يتضح أن المستهلك هو الممثل نفسه و اشتريت جهاز إتصالات بقرابة 600 دولار إسمه I-connect و هو ليس ذو فائدة و لا قيمة و رميته جانبا لأن الغرض الفرصة و تحقيق النجاح و ليس المنتج و هنا الخدعة مبطنة بحيث تشتري منتج وهمي لا قيمة له مقابل يستفيد من هو أعلي الهرم و تستفيد الشركة ببيع هذه النفايات أو المنتجات الرديئة و إستمريت ولم أجن و لا دولار و كنا دائما لما نتكلم بعدم جني أي أرباح نتهم بالتقصير و عدم المعرفة و كان الحل عند القادة هو شراء منتجات وخدمات أخري و هكذا فمجمل ما اشتريتها من منتجات من شركة قولد كويست Gold Quest و التي أصبحت لاحقا Quest net و أخيرا Q-net أكثر من 3000 دولار و ما جنيته من عمولات لا يفوق 600 دولار لسنين عددا و هنا تكلفة الدورات التدريبية و المؤتمرات غير مضمنة. ادخلت قرابة 10 أشخاص بطريقة مباشرة و هم بدورهم ادخلوا آلاف الأفراد دون أدنى فائدة مالية لي أو لهم لأن الشبكة التسويقية غير هرمية أي ذات جانب واحد فهي حسب شروطهم لابد أن تكون متزنة علي الجانبين كشرط لاستحقاق العمولة و هذه خدعة تحتاج إلى كتاب لشرحها أي بالمختصر يمكن أن تكون لك شبكة بها ملايين المشترين و انت لا تجني منها أي مليم و لا ننسي أن هناك أثر سلبي آخر بالإضافة إلى الفشل في تحقيق الأهداف و هو حدوث شرخ في العلاقات الإجتماعية مع أفراد العائلة و الأصدقاء و الذين انضموا لهذه الشركة بناءا على الثقة مما يهدم هذه الثقة.
التسويق الشبكي الهرمي له ضحايا كثر في السودان و لم يسلم منه حتي الرعاة و أصحاب المهن الهامشية فمن هؤلاء من باع كل ما يملك و منهم من استدان لينضم للشركة التي خدعته بتغيير حياته عبر أقرب الناس إليه.
نجاح هذه الشركات ليس في جودة منتجاتها أو جودة خطتها التسويقية و إنما في قدرتها على إستغلال الأفراد و العلاقات الأسرية في التأصيل للخداع عبر الدعاية الشفهية و الإستثمار في الثقة بين الناس.

هناك تفاصيل عديدة سلبية عديدة و الإيجابية هنا أنني علي المستوي الشخصي خضت تجربة فريدة و تعلمت منها بعدما دفعت مقابل ذلك و أتمنى أن تكون إنارة لمن يرغب في أن يصبح مسوق شبكي ليتجنب هذه السلبيات و للشركات العاملة في هذا المجال إن ارادت الإستمرار أن تعمل على معالجة هذه السلبيات و تجنبها و إن كان من المستحيل تجنب الخداع.

#التسويق_الهرمي
#التسويق_الشبكي

يوسف الغالي
28 أبريل 2020

عن الكاتب

Alghaly Yousif مهندس مدني محترف عمل في مختلف مجالات الهندسة المدنية من بناء مجمعات سكنية وطرق وغيرها إلي تشييد السدود و الخزانات

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

تجارب مهنية